العربية، مثل إضافة الـ التعريف، واستخدام الفاء والواو للترتيب، والاستثناء بكلمة غير، واستخدام الماضي في الدعاء.
وبعد أن ورث العرب الشماليون خط الأنباط واستخدموه، أضافوا إليه بضعة تجديدات قبيل ظهور الإسلام وفي أوائله. ومن هذه التجديات ربط بعض الحروف من رأسها لتصبح تحت مستوي السطر مثل الراء والنون في لفظ الرحمن. وزادوا في تحوير أشكال بعض الحروف إلى صور قريبة مما نستخدمه لها الآن مثل شكل الهاء في بداية الكلمة ووسطها ونهايتها، وشكل الياء في أول الكلمة وفي آخرها ... إلخ.
وكما استفاد الكتبة العرب من أسلوب الخط النبطي أثروا في زيادة صبغ النصوص النبطية بلهجتهم العربية على حساب اللهجة الآرامية منذ القرن الثالث والقرن الرابع الميلاديين كما يتضح في نقش النمارة ونقوش سيناء، ثم جعلوها عربية خالصة في القرنين الخامس والسادس اليلاديين، كما يتضح من نيقش زبد ونقش حران.
واختلف المؤرخون المسلمون القدماء فى تحديد المنطقة التى تطور الخط النبطي فيها إلى صورته العربية التى عرف بها قبيل ظهور الإسلام. واتجه أغلبهم إلى نسبة هذا التطوير إلى الحيرة، وقالوا فيما قالوه إن أهل الحيرة أخذوه عن الأنبار وإن الأنبار أخذوه عن اليمن، وإن ثلاثة من قبيلة بولان في الأنبار اجتمعوا فوضعوا الحروف المقطعة والموصولة، والمنقوطة وغير المنقوطة.
ويبدو أنه ساعدهم على القول بهذا الرأي ما تواتر إليهم عن رقي حضارة أهل الحيرة في عهود المناذرة، وما علموه من أن بعض عربها النصارى كانوا يكتبون الإنجيل ويقرءونه، ويدونون أخبارهم ويرسلون أبناءهم إلى الكتاتيب، وأن فريقيًا منهم كان يقرأ الفارسية واليونانية.
واتجه الباحثون المحدثون وجهة أخرى، ومنهم خليل يحيى نامي الذي أصدر بحثًا عن أصل الخط العربي استبعد فيه الرأي السابق، على اعتبار أن المسيحيين من أهل الحيرة كانوا يكتبون بالخط السرياني، والخط السرياني وإن كان فرعًا من الكتابة الآرامية إلا أنه فرع بعيد عن أصول الكتابة العربية.
وكان المؤرخ العربي هشام الكلبي أكثر توفيقًا من بقية المؤرخين المسلمين القدامى في تخمين منطقة تطوير الخط النبطي إلى صورته العربية، فنقل عنه ابن النديم أن العرب أخذوا خطهم عن أهل مدين. وأن المقاطع التى حفظ العرب بها أبجديتهم تعبر عن أسماء ملوك مدين. ورأ خليل نامي وغيره أنه لا بأس من