أسماء ملوك حضرموت. وعلل بعض المؤرخين هذه الظاهرة باحتمال خضوع حضرموت مرة أخرى خضوعًا مباشرًا لدولة معين، بينما عللها بعضهم الآخر بخضوعها لدولة أخرى من الدول الجنوبية مثل سبأ، وكان الملك السبئي شعر أوتر قد زوج أخته ملك حلك من الملك الحضرمي العزيلط ثم خاصمه وهاجر عاصمته.
وبعد هذه الفجوة ازدهرت الملكية الحضرمية من جديد وبدأها ملك يسمى يدع إيل بيين. ومرة أخرى ليس ما يعرف يقينًا عن الظروف التي بدأ بها ملك ولكن تخلفت بضعة قرائن يمكن الاستفادة منها في تصور هذه الظروف. ومنها أن يدع إيل بيين هذا ذكر في نصوصه أن أباه رب شمس كان من أحرار يهبأر، وذلك مما قد يعني أنه لم يكن من بيت مالك قديم وأنه بلغ العرش بمسعاه الشخصي. وقد يزكي هذا الاستنتاج أن عددًا من رعاياه تفاخروا في نصوصهم بأنهم ساعدوه، دون أن يبينوا نوع هذه المساعدة. وليس من المستبعد أنها كانت مساعدته على بلوغ العرش. وقد بدت العلاقات بين مملكته الجديدة وبين دولة سبأ التي أصبحت أكبر الدول الجنوبية في ذلك الحين علاقات طيبة. وذلك مما يحتمل معه أن سبأ عاونته على إعلان ملكه أو أنها على الأقل رضيت بما قام به في سبيل إعلان ملكه.
وزادت منذ عهد يدع إيل بيين شهرة العاصمة الحضرمية شبوة التي ذكرت نصوصه أنه عمرها بعد خرابها وأعاد تشييد حصن ومعبد رئيسي فيها. وتناقل المؤرخون والرحالة الكلاسيكيون اسم هذه العاصمة بمترادفات متقاربة تحرفت بعض الشيء عن اسمها الحقيقي، ومن هذه المترادفات: Sobatha, SabatA. Sabbatha.
وتعاقب بعد عهد يدع إيل بييين عدد من ملوك حضرموت، استطاعت دولتهم في فترة ما من القرن الأول الميلادي أن تسيطر على الأجزاء الشرقية من دولة قتبان بعد أن ضعف شأن هذه الدولة الأخيرة. فسيطرت على جزء من وادي بيحان وعثر فيه على ثلاثة نصوص تمجد أسماء ثلاثة ملوك حضرميين كما أسلفنا من قبل (في سياق الفصل السادس). غير أن تدخل حضرموت في شئون الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة جر عليها مشكلات كثيرة من القبائل الحميرية حتى أصبحت الحدود بينهما بين مد وجذر لإحديهما على حساب مصلحة الأخرى. وجرى عليه مشكلات أخرى مع دولة سبأ نتحدث عنها خلال العصر الملكي السبأي. ثم أعقبت ذلك عهود سلام ظهر فيها الملك الحضرمي إيل عزيليط أو إلعزيلط الثاني وأثبت في نص من نصوصه أنه إيل عزيليط ملك حضرموت ابن عم ذخر، وأنه سار إلى حصن أنود ليتلقب (بلقب الملك). وأشار