للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى المسقط وهى قرية منها، يستقي أرباب المراكب الماء من أبار هنالك عذبة خمسون فرسخ.

ومن المسقط إلى رأس الجمجمة خمسون فرسخا، وهذا آخر بحر فارس وطوله أربعمائة فرسخ هذا تحديد النواتية وأرباب المراكب.

ورأس الجمجمة جبل يتصل ببلاد اليمن من أرض الشحر والاحقاف والرمل منه تحت البحر لا يدري إلى أين ينتهي غايته في الماء اعنى الجبل المعروف برأس الجمجمة.

واذا كان ما وصفنا من الجبل في البر ومنه تحت البحر سمى في البحر الرومي السفالة من تلك السفالة في الموضع المعروف بساحل سلوقيا من أرض الروم واتصالها تحت البحر بنحو من جزيرة قبرص وعليها عطب أكثر مراكب الروم وهلاكها وإنما نعبر بلغة أهل كل بحر وما يستعملونه في خطابهم فيما يتعارفونه بينهم.

فمن رأس الجمجمة تطلق المراكب إلى البحر الثاني.

ومن بحر فارس وهو المعروف بلاروى لا يدرك قعره ولا يحصر كثرة من نهاياته ولا تضبط غاياته لغزر مائه واتساع فضائه، وكثير من البحريين يزعمون ان الوصف لا يحيط بأقطاره لما ذكرنا من تشعبه، وربما تقطعه السفن في الشهرين والثلاثة وفي الشهر على قدر مهاب الرياح والسلامة، وليس في هذه البحار أعنى ما اشتمل عليه البحر الحبشي أكبر من هذا البحر لاروى ولا أشد وفي عرضه بحر الزنج وبلادهم، وعنبر هذا البحر قليل، وذلك أن العنبر أكثره يقع إلى بلاد الزنج وساحل الشحر من

<<  <   >  >>