أرض العرب وأهل الشحر اناس من قضاعة بن مالك بن حمير وغيرهم من العرب ويدعى من سكن هذا البلد من العرب المهرة أصحاب شعور وجمم، ولغتهم بخلاف لغة العرب وذلك انهم يجعلو الشين بدلا من الكاف، ومثل ذلك قولهم هل لش فيما قلت لي وقلت لش أن تجعل الذي معي في الذي معش، وغير ذلك من خطابهم ونوادر كلامهم.
وهم ذو فقر وفاقه ولهم نجب يركبونها بالليل تعرف بالنجب المهربة وتشبه بالسرعة بالنجب البجاوية، بل عند جماعة انها أسرع منها فيسيرون عليها على ساحل بحرهم، فإذا أحست هذه النجب بالعنبر قد قذفه البحر بركت عليه قد ريضت لذلك واعتادته، فيتناوله الراكب.
وأجود العنبر ما وقع الى هذه الناحية وإلى جزائر الزنج وساحله وهو المدور الأزرق النادر كبيض النعام أو دون ذلك، ومنه ما يبلعه الحوت المعروف بالأوال المقدم ذكره، وذلك أن البحر اذا اشتد هيجانه قذف من قعره العنبر كقطع الجبال أو أصغر على ما وصفنا فإذا ابتلع هذا الحوت العنبر قتله فيطفو فوق الماء ولذلك اناس يرصدونه في القوارب من الزنج وغيرهم فيطرحون فيه الكلاليب والحبال ويشقون عن بطنه ويستخرجون العنبر منه فما يخرج من بطنه يكون سميكا ويعرفه العطارون بالعراق وفارس بالند، وما لحق ظهر الحوت منه كان نقيا جيدا على حسب لبثه في بطن الحوت.
وبين البحر الثالث وهو هركند والبحر الثاني وهو لاروى على ما ذكر جزائر كثيرة هى فرز بين هذين البحرين، ويقال انها نحو