من ألفى جزيرة وفي قول المحق ألف وتسعمائة جزيرة، كلها عامرة بالناس.
وملكة هذه الجزائر كلها امرأة وبذلك جرت عادتهم من قديم الزمان لا يملكهم رجل، والعنبر يوجد في هذه الجزائر يقذفه البحر، ويوجد في بحرها كأكبر ما يكون من قطع الصخر.
وأخبرني غير واحد من نواخذة السيرافيين والعمانيين بعمان وسيراف وغيرها من التجار ممن كان يختلف إلى هذه الجزائر أن العنبر ينبت في قعر هذا البحر، ويتكون كتكون أنواع الفطر من الأبيض والأسود والكماة والمغاريد ونحوها، فإذا خبث البحر واشتد قذف من قعره الصخور والأحجار وقطع العنب، وأهل هذه الجزائر جميعها متفقوا الكلمة لا يحصرهم العدد لكثرتهم، ولا تحصى جيوش هذه المتملكة عليهم.
وبين الجزيرة والجزيرة نحو الميل والفرسخ والفرسخين والثلاثة.
ونخلهم نخل النارجيل لا يفقد من النخل الا التمر، وقد زعم أناس ممن عنى بتوليدات الحيوان وتطعيم الأشجار أن النارجيل هذا المقل، وانما اثرت فيه تربة الهند حين غرس فيها فصار نارجيلا، وإنما هو المقل، وقد ذكرنا في كتابنا المترجم بكتاب القضايا والتجارب ما تؤثره كل بقعة من بقاع الأرض وهواءها في حيوانها من الناطقين وغيرهم، وما تؤثر البقاع في النامي من النبات مما ليس بنام مثل الحمار، كتأثير أرض الترك في وجوههم وصغر أعينهم حتى آثر ذلك في جمالهم فقصرت قوائمها وغلطت رقابها وابيض وبرها، وأرض يأجوج ومأجوج في صورهم وغير