ذلك مما اذا تبينه ذو المعرفة في سكان الأرض من المشرق والمغرب وجده على ما ذكرنا.
وليس يوجد في جزائر البحر ألطف صنعة من أهل هذه الجزائر في سائر المهن والصنائع في الثياب والآلات وغير ذلك.
وبيوت أموال هذه الملكة الودع، وذلك ان الودع فيه نوع من الحيوان، فإذا قل مالها أمرت أهل هذه الجزائر فقطعوا من سعف نخل النارجيل بخوصه وطرحوه على وجه الماء فيتراكب عليه ذلك الحيوان فيجمع ويطرح على رمل الساحل فتحرق الشمس ما فيه من الحيوان ويبقى الودع خاليا مما كان فيه فيملأ من ذلك بيوت الأموال.
وهذه الجزائر تعرف جميعها بالدبجات ومنها يحمل أكثر النارنج وهو النارجيل.
وآخر هذه الجزائر جزيرة سرنديب، ويلي سرنديب جزائر أخرى نحو من ألف فرسخ تعرف بالرامنى معمورة فيها ملوك وفيها معادن ذهب كثيرة، ويليها بلاد فضور، وإليها يضاف الكافور الفضورى، والسنة التى تكون كثيرة الصواعق والبروق والرجف والقذف والزلازل يكثر فيها الكافور، واذا قل ذلك نقص في وجوده.
وأكثر ما ذكرنا من هذه الجزائر غذاؤهم النارجيل، ويحمل من هذه الجزائر خشب البقم والخيزران والذهب، وفيلتها كثيرة، ومنهم من يأكل لحوم الناس.
ويتصل هذه الجزائر بجزائر النجمالوس، وهم أمم عجيبة عراة يخرجون في القوارب عند اجتياز المراكب بهم معهم العنبر