للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبحريون ممن اجتاز بتلك الديار يزعمون ان الدجال بتلك الجزيرة.

وفي مملكة المهراج جزيرة سريرة يكون مسافتها في البحر نحو من أربعمائة فرسخ وعمائرها متصلة، وله جزائر الرانج والرامى وغير ذلك مما لا يؤتي على ذكره من جزائره وملكه، وهو صاحب البحر السادس وهو بحر الصنف.

ثم البحر السابع وهو بحر الصين على ما رتبنا آنفا ويعرف ببحر صنجي وهو بحر خبيث كثير الموج والخب، وتفسير الخب الشدة العظيمة في البحر، وإنما نخبر عن عبارة أهل كل بحر وما يستعملونه في خطابهم، وفيه جبال كثيرة لابد للمراكب من النفوذ بينها، وذلك أن البحر إذا عظم خبه وكثر موجه ظهر منه أشخاص سود طول الواحد منهم نحو الخمسة الأشبار أو الأربعة كأنهم أولاد الأحابيش الصغار شكلا واحدا وقدّا واحدا، فيصعدون على المراكب ويكثر منهم الصعود من غير ضرر، فإذا شاهد الناس ذلك تيقنوا الشدة فإن ظهورهم علامة للخب، فيستعدون لذلك فمبتلي ومعافي، فإذا كان ذلك فربما شاهد المعافي فمنهم في أعلى الدقل ويسميه أرباب المراكب في بحر الصين وغيره الدقل، وتسميه رجال البحر الرومي الصاري، شيئا على صورة الطائر يورى يتوقد لا يستطيع الناظر منهم على مليء بصره منه ولا ادراكه كيف هو، فإذا استقل على أعلى الدقل يرون البحر يهدءا والأمواج تصغر والخب يسكن، ثم ذلك النور ينفد فلا يدري كيف أقبل ولا كيف ذهب، فذلك علم الخلاص، ودليل النجاة، وما ذكرنا فلا تناكر فيه عند أهل المراكب والتجار من أهل البصرة وسيراف وعمان

<<  <   >  >>