للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فنفى الله عن الأعراب الإيمان مع أنهم نطقوا بكلمة التوحيد , لكن لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم , إلا إن قصدوا بذلك الإسلام - أي بالإيمان الإسلام - فلا تعارض بين الآيتين.

٥ - يلزم من قولكم: إن الإيمان مجرد النطق باللسان فقط , الحكم على المنافقين الذين شهدوا بألسنتهم أنهم مؤمنون كاملو الإيمان , وهذا خلاف صريح الكتاب؛ قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: ١٤٥] , ولغيرها من الآيات الدالة على كفرهم وتكذيبهم وأن مآلهم إلى النار.

٦ - كما يلزم من هذا القول أن من به عيب كالأخرس , ولا يستطيع أن يتكلم بلسانه - مع تصديق قلبه وإيقانه بالإيمان - يلزم أنه كافر , وهذا خلاف إجماع المسلمين.

وعلى كل , فإن قصر الإيمان على مجرد النطق به - مع لزومه ابتداء - قول باطل مخالف لظاهر النصوص من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين , وفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع من يسلم حديثا.

أما عند القائلين بأن الإيمان هو التصديق , وهو قول الأشاعرة والماتردية , فهو باطل أيضا.

<<  <   >  >>