للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

النظريات ترى أن الأرض لا تدور وإنما تدور حولها الشمس (١) وأن سجودها تحت العرش يكون فوق المحيط في الجهة المقابلة لمركز اليابسة "مكة المكرمة" وأن هذا الموضع لا يختلف باختلاف الأيام على مدار العام.

وتبرز نظرية ثالثة تعضد النظرية الوردانية السابقة في بعضها وتختلف عنها في أن الكون أرضى بمعنى أن الأرض ليست كروية، بل مجوفة مسقوفة بالسماء ونحن في الداخل والشمس تدور في فلكها داخل الأرض التي يحيا فيها جميع الأحياء. (٢)

ولسنا بحاجة إلى ضرورة مد الأيدي لتؤيد نظرية وتلغى أخرى إلا على أساس من انبثاق وجه مرجح لإحدى النظريات الثلاث.

وما سقت هذا إلا استدلالاً على أهمية التريث في سحب المعاني من النظريات الفرضية التفسيرية للظواهر الكونية إلى معاني القرآن الكريم.

بل يجب أن لا نكترث بعدم التوافق بين النظريات العلمية والمعاني القرآنية، وحَرِيٌ بنا أن نقف على مثال يؤيد أهمية الأخذ من القرآن أَوَّلا وابتداءً لأنه لا يعطى في بسط المعنى إلا حقائق العلم حين يتكافأ الفهم عن القرآن مع صحة النظر في الكون.

ولقد استجاب الدكتور سعد محمد محمد الشيخ المرصفي لتقرير القرآن لحقيقة كونية في كتابه "الكعبة مركز العالم" (٣) متخذا من قوله تعالى في


(١) قصة الخلق من العرش إلى الفرش عيد ورداني. الشركة العصرية للنشر – المركز الدولي للنشر، الصفحات ٢٩٤، ٣٥٢، ٣٨٧، ٤٧٧، ٥٣٣.
(٢) تناقض علم الفلك مع القرآن الكريم وتوافق نظرية الكون الأرضي معه. مصطفى أحمد عبد القادر.
(٣) الكعبة مركز العالم مكتبة المنار الإسلامية – الكويت، مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت، ومثل ذلك في كتاب الكعبة المشرفة سرة الأرض ووسط الدنيا. دكتور أحمد السيد دراج. دار العلم والثقافة القاهرة.

<<  <   >  >>