يؤلف تناول وجوه الإعجاز عبر القرون الإسلامية تكاملا مباشرا وغير مباشر في منظومة الدراسات القرآنية. ولذلك يكثر التشابه بين محتويات المؤلفات في هذا الخصوص خلا بعض ما يفارق منها المعهود بامتداد جديد إلى آفاق أرحب. والمحصلة الأخيرة هي القصد المشترك بين الجميع إلى إخراج جملة من سرائر القرآن تقيم برهان صدق دعوى النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أنه أوحى إليه هذا القرآن
والخطابي يؤكد تعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن، وأن ذلك الأمر - الإعجاز - أبين من احتياجه إلى دليل أكثر من الوجود القائم المستمر على وجه الدهر. من لدن نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم وإلى ما شاء الله.
يقول سليمان الخطابي (١) : "قد أكثر الناس الكلام في هذا الباب قديما وحديثا، وذهبوا فيه كل مذاهب من القول، وما وجدناهم بَعْدُ صدرُوا عن رِي، وذلك لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته.
(١) بيان إعجاز القرآن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن صـ٢١.