من الممكن وضع وجوه الإعجاز تحت تقسيم يرجع في أصله إلى معطيات المعاني من الألفاظ. فإن الألفاظ - من حيث كونها حاملة للمعاني على الوصف الذي سبق ذكره آنفا - يطرد فيها الإعجازُ في جميع آيات القرآن الكريم بما تحمله من خصائصَ بيانيةٍ، وهذه النظرة اللغوية تنتظم القرآن في قطعة قطعة منه وفي سورة سورة، وفيما بين السور وبعض، وفى القرآن كله جملة (١) .
والإعجاز اللغوي هو الذي وقع من جهته التحدي بالقرآن جملة وتفصيلاً أما من حيث الإعجاز العلمي - أي ما يعطيه من علوم - فهذا العطاء يتوقف على سلامة الفهوم، واستنارة الحلوم، وهذا ما يجعله مصلحا لكل زمان ومكان.
ومن حيث إعجازه الإصلاحي التهذيبي الاجتماعي فهو ينسق بين طبائع البشر بما لا يجعل لقويها طغيانا على ضعيفها، إذ يخاطب في كل حال بمقتضاه خطابا يستوثق به الوصول إلى المخاطبين في كل حين وحال.
والإعجاز الذاتي هو الذي يستبق الفهمُ الصريح إلى نظمه، أما ما عدا ذلك فلا يطرد في جميع القرآن.
فإخباره بالغيبيات ماضيها ومستقبلها، تنطق به آيات دون آيات، ووجوه الإعجاز العلمي سواء ما كان منها طبيا أو كونيا كظواهِرَ لها من النظريات تفسير تَبْرُز به معان مستجدة للقرآن الكريم يكون في آيات منه دون آيات، أما من حيث الإعجاز العددي فهو بلا شك يدخل في إطار