للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع من مظاهر العناية بوجوه الإعجاز]

المبحث الأول: الإعجاز العلمي للقرآن الكريم

كثرت في الآونة الأخيرة وبالتحديد عبر القرنين الماضيين أو دونهما دراسات خرجت من ذاتية الإعجاز النفسي للقرآن إلى صور أخرى من الإعجاز لا تتأتى بغير التأويل البعيد لبعض آيات القرآن الكريم.

"ومعجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين في كثير من زوايا الإعجاز، وللقرآن إعجاز لا يتنبه إليه العقل إلا بعد أن ينشط ويكتشف المستور عنه من حقائق الكون وأسراره، حينئذ يتبين أن للقرآن وجوهَ إعجازٍ أخرى أو جديدة تزيد في معنى الإعجاز أو تعطي أبعادا جديدة لما يقال " (١) .

هذا ما قرره الشيخ الشعراوي من أن ابتداء تنبه المسلم إلى وجه إعجازي قد لا يتأتى من القرآن مباشرة، بل ينبع رفده من الكون ويبزغ بريقه من أسرار هذا الكون سواء ما كان بالفكر العقلي المجرد أو بواسطة ما يتوصل به إلى غموض هذه الأسرار من وسائل.

ويقول الشيخ: "فإذا انتقلنا إلى الاختراعات الحديثة نجد أنها اكتشاف لقوانين الكون" (٢) وفي صفحة أخرى يقول الشيخ (٣) " إن القرآن لم يأت ليعلمنا أسرار الوجود ولكنه أشار إليها وسجلها ليظهر الإعجاز الإلهي للناس


(١) معجزة القرآن محمد متولي الشعراوي جـ١ صـ٢٣.
(٢) معجزة القرآن محمد متولي الشعراوي جـ٢ صـ٢٨٧.
(٣) معجزة القرآن محمد متولي الشعراوي جـ٣ صـ٣٩٨، ٣٩٩.

<<  <   >  >>