للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: الإعجاز العددي للقرآن الكريم

لم يغفل العَادُّون عن تناول القرآن الكريم بالعد والإحصاء، على اختلاف وجهات النظر في عد القرآن عدا يتضح منه الدقة البالغة في صياغة الآيات بألفاظ توافقية العدد بين لفظةٌ ولفظةٌ أخرى.

ومن ذلك الإعجاز العددي للقرآن الكريم للدكتور عبد الرزاق نوفل حيث وجد توافقا عجبيا بين لفظة وأخرى بينهما تناسب.

ومن طريف ما ذكره الدكتور عبد الرزاق (١) نوفل أنه قد ورد ذكر آدم في القرآن الكريم خمسا وعشرين مرة، ومثل ذلك العدد ورد ذكر عيسى بن مريم.

وأقول: إذا كان التماثل في قول الله تعالى {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} تماثلا في الخلق فما يمنع أن يكون كذلك في الذكر لهما في القرآن تأكيدا على هذه المثلية؟

وأفرد صاحبُ كتاب فكرةِ الإعجاز (٢) الدكتورَ محمد رشاد خليفة بالعناية بالبرهان على الإعجاز العددي، وليس كذلك، اللهم إلا إذا أراد انفراده بهذا على الأساس الذي ابتناه قاعدة للعد، وهو الرقم ١٩ الذي استخرجه من عدد حروف البسملة. (٣)

ومع ما يعتري هذه الفكرة من نقد إلا أنها إسهام منه استجلى به بعض الفوائد في كتابه، حيث عدَّ دقة العدد سرا يحتوي الدليل القاطع على أن القرآن لا يمكن أن يكون مفترى، وأن هذا السر المختفي كما أسماه يوجد في


(١) الإعجاز العددي للقرآن الكريم دكتور عبد الرزاق نوفل صـ٢٤٣.
(٢) فكرة إعجاز القرآن صـ٤٥٦.
(٣) معجزة القرآن الكريم دكتور رشاد خليفة كان خبيراً فنياً بمنظمة التنمية الصناعية هيئة الأمم المتحدة. إمام مسجد مدينة توسان.

<<  <   >  >>