للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و sit. فإذا استلزم التغيير الصوتي تغييرًا في المعنى يعلم حينئذ أنهما فونيمان مختلفان، ويصنفهما كذلك في نظامه الصوتي. إن السبب في اختلاف المعنى بين sit و fit مع اشتراك جميع الأصوات ماعدا واحدًا هو -ولا شك- راجع إلى الصوت المختلف وعلى هذا يجب في الإنجليزية الأمريكية اعتبار /s/ و/p/ فونيمين مختلفين. ومن ناحية أخرى قد يلاحظ الباحث اختلافا بسيطًا بين الـp في sip و pit و spit وربما أخذه الشك أول الأمر حول ما إذا كانت هذه الباءات الثلاث تشكل فونيمات مختلفة في اللغة أو لا. ولكن بعد أن تتجمع عنده أمثلة كثيرة سيستنتج من مقارنتها أن هذه الأصوات تقع في أماكن متغايرة ويستحيل أن تتبادل موقعيتها، أو تتعاور على المكان الواحد، ولذا فهو يصل في النهاية إلى أنه ألوفونات لفونيم واحد، ومعنى هذا أن نظامه النهائي لفونيمات اللغة سيشتمل على فونيم واحد هو /p/ مع ثلاثة ألوفونات محتملة تقع تحت ظروف معينة.

وإذا كانت اللغة المجهولة المراد تحليلها هي الإيطالية فإن الباحث قد يتساءل أولا ما إذا كان الاختلاف الصوتي بين eco و ecco أو بين cade و cadde، أو بين ala و alla له طبيعة فونيمية أو أنه اختلاف نطقي راجع إلى الهوى الفردي، ولكن بمجرد أن يعرف أن eco تعني echo الإنجليزية. بينما ecco تعني here is، وأن cade تعني he falls بينما cadde تعني he fell، وأن ala تعني wing بينما alla تعني to the فسيصل إلى النتيجة أنه في اللغة الإيطالية كل ساكن طويل أو منبور "وهو الذي يمثل في الكتابة الإيطالية عن طريق تكرير الحرف" يشكل فونيمًا يختلف عن مقابله القصير أو غير المنبور، ومعنى هذا أن نظامه الفونيمي للغة الإيطالية يجب أن يعترف بوجود فونيمين لكل صوت ساكن، أحدهما وهو مفرد، وثانيهما وهو مضعف.

كل هذه الخطوات تبدو بسيطة إلى حد كبير أكثر مما هي عليه في الواقع.

<<  <   >  >>