أمرا صعبا أو مستحيلا أصبح مركز اللغة باعتبارها أداة اتصال في خطر أو عجز كبير. وإلى جانب هذا فإن دراسة اللهجات المعنية تصبح أمرا أساسيا إذا أراد الشخص أن يعرف أيها أكثر نفوذا في الاتصال داخل المنطقة موضوع دراسته.
وإن الخط الفاصل بين اللغة واللهجة يصعب في غالب الأحيان تتبعه ورسمه. التفاهم المشترك يعرض فقط جزءا من الإجابة، إذ أنه من المشاهد أن الاتصال بين أبناء مجموعتين يتكلمون لغتين مشتركتين، رسميتين ذواتي أصل واحد "مثل الإيطالية والإسبانية" قد يكون أسهل منه بين أبناء لهجتين تنتسبان إلى لغة رسمية واحدة "مثل الـPiedmontese والصقلية، ومثل الـAsturian وبعض الأشكال الإندونيسية". وهذا يرجع -جزئيا- إلى عوامل التعليم والأمية، ولكنه يرجع غالبا إلى تطور صرف. وإن عمل عالم اللغة الجغرافي لا ينتهي بمجرد تخطيط للغات ومناطقها وعدد المتكلمين بكل، حتى يتناول أيضا اللهجات الرئيسية لكل لغة وقيمة كل. وإن وقوف الانقسام اللهجي عقبة في طريق التفاهم اللغوي ليتفاوت أمره من لغة إلى لغة.
والعامل التعليمي يؤدي إلى انقسامات اجتماعية لغوية في داخل المنطقة الواحدة. وبوجه عام فإن هذا الانقسام يمس -بصورة أولية- هذه المستويات من اللغة التي تسمح بالتحولات الواسعة "المفردات والنحو" في حين أنه يؤثر تأثيرا صغيرا نسبيا -وإن بدا ذلك مثيرا- على الجانبين الفونولوجي والصرفي. وهذا يرجع إلى أنه في العادة ما يتقاسم كل المتكلمين باللغة -في منطقة واحدة- النماذج الصوتية والصرفية الأساسية. وحتى حين تحدث خلافات في هذا الخصوص فإنها نادرا ما تعوق التفاهم، على الرغم من ظهورها وبروزها. وذلك مثل ما يبدو من بعض أهالي نيويورك من ذوي الطبقات الدنيا من تغيير الـth إلى t أو d، وغيرها من التغييرات التي يتجنبها الرجل المثقف المنتمي إلى نفس المنطقة الجغرافية. ومثل هذا ينطبق على بعض اللندنيين من ذوي اللهجات الخاصة Cockney الذين ينطقون lidy بدلا من lady وغيره مما يأنف الرجل