أما اللغة الطبقية التي تعني أن كلام طبقة اجتماعية يختلف تماما أو تقريبا عن طبقة اجتماعية أخرى في نفس المنطقة فهذا شيء نادر الحدوث، وإن كان يحدث أحيانا وبخاصة في المناطق المختلفة. وإن سكنى أصحاب الطبقات المختلفة -عادة- في دائرة واحدة، ومنطقة سكنية واحدة، وحتمية التفاهم والاتصال بينهم هو العامل الأساسي في أن أبناء الطبقات الاجتماعية يمكنهم أن يتفاهموا بعضهم مع بعض بلهجاتهم الخاصة.
وأي مكان يوجد فيه مستوى رسمي نموذجي وطني، تميل فيه عادة لغة القسم المتعلم من السكان إلى الاقتراب منه، أو مطابقته "مرة ثانية مع بعض الاستثناءات الظاهرة، وهذا يعطي لغة القسم المتعلم من السكان ميزة العمومية في المنطقة ما دامت لغة الطبقة الدنيا تستسلم بصورة سهلة للاتجاهات اللهجية المحية.
وإن عالم اللغة الجغرافي لا بد أن يأخذ في اعتباره المستويين الاجتماعي والثقافي للكلام، وبخاصة حينما يصبحان مهمين من وجهة نظر الاتصال والتفاهم. وفي نفس الوقت، وفي حالة اللغات ذوات المجموعات المتكلمة الكبيرة، والتي تملك مستوى عاليا من الحضارة، وقدرا رفيعا من الثقافة، قد يبدو مفيدا للباحث أن يوجه اهتمامه، ويشحذ انتباهه، خاصة بالنسبة للمستوى القومي الذي يتمتع بامتيازات عدة. فهو أولا يتطابق مع اللغة الرسمية والكتابية، وهو ثانيا يتمتع باتساع منطقة نفوذه، ولا يتحدد بمنطقة محلية، وهو ثالثا يحمل في طياته كثيرا من الخصائص اللهجية حتى بالنسبة للمتكلمين باللهجات المحلية أو الطبقية أكثر من معظم سائر التنوعات المحلية واللهجات الطبقية في المنطقة. وإنه لتوجد في أقطار كثيرة أماكن تتقاسم لغويا بين الطبقية والمحلية، مثل إيطاليا. ولكن لو أنك تكلمت هناك باللغة النموذجية القومية، فإنك سوف تفهم بوجه عام، وإن لم يأتك الرد دائما بنفس الطريقة. وأكثر من هذا فإن هناك الآن اتجاها