والحقيقة القائلة: إن اللغة المتكلمة عرضة للتطور بسرعة في حين أن المكتوبة تميل إلى الجمود والتمسك بالتقاليد تفسد العلاقة الم ثالية بين الرموز الكتابية والأصوات المنطوقة، وهذا يعني أننا في دراستنا اللغوية -سواء كانت وصفية أو تاريخية- يجب أن نأخذ الحيطة في قبول اللغة المكتوبة -انخداعا بقيمتها الظاهرية- على أنها أشرف وأرقى من اللغة المنطوقة، إن الثقة في النصوص المكتوبة يجب أن تقرر دائما في حذر، وليس معنى هذا أنها يجب أن تستبعد أو تطرح جانبا من ميدان دراستنا، فهذا غير مقبول وبخاصة في الدراسة التاريخية، حيث لا يوجد لدينا من المادة الموثوق بها سوى هذه النصوص المكتوبة رغم نقصها، ولكن في مجال علم اللغة الوصفي أو التزامني، فإن وجود متكلمين باللغة على قيد الحياة، وسهولة تسجيل كلامهم قد قلل من الاعتماد على النصوص المكتوبة.
ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار في الصيغة المكتوبة للغة -وخصوصا إذا كانت اللغة واسعة الانتشار- تقوم بدور هام في تعطيل تيار التغير الذي يلحق لغة الكلام بسرعة إن لغة الكلام إذا تركت وشأنها تكون عرضة لتغيرات طبيعية فطرية تبعدها عن المركز تعبر عن نفسها بسرعة خلال الزمن وتظهر في شكل