لم يكن منشأ هذا النكوص خلافًا في الرأي مع القيادة الجديدة للجماعة .. فقد اختلف الأستاذ مصطفى مؤمن مع الإمام الشهيد كما اختلف غيره لكن هذا الخلاف الذي أدى إلى اعتزال مصطفى مؤمن الجماعة لم يؤد به إلى إطلاق العنان لقلمه أو لسانه على الدعوة وقائد الجماعة والمقربين منه كما فعل هؤلاء الناكصون الذين أعنيهم ..
صحيح أن الأستاذ السكري وغيره حين اختلفوا مع الإمام الشهيد قد فقدوا أعصابهم وقبلوا على أنفسهم أن يسخروا أقلامهم لصحف الوفد - وهو يومئذ خصم للجماعة - لينالوا من الجماعة وقائدها .. لكن الفرق بين هؤلاء وأولئك أن السكري وفرقته فعلوا ما فعلوه والجماعة قائمة لها أقلامها وألسنتها التي كانت كفيلة بالتصدي لأي هجوم ثم إن خصومة الوفد القائمة على التنافس بينه وبين الجماعة كانت خصومة شخصية لم يكن هدف الوفد الدعوة الإسلامية ذاتها .. أما الناكصون فقد نكصوا والدعوة مقبلة على محنة وتفاقم نكوصهم والدعوة في أتون المحنة، والجماعة لا تملك ألسنة ولا أقلامًا تدافع بها عن نفسها، ثم إن الخصومة مع الدعوة لم تكن خصومة شريفة بل خصومة ضارية، دافعها، وهدفها الحركة الإسلامية ذاتها .. بل إن النفوذ الأمريكي كان عام ١٩٥٤ هو المخطط