العبقرية وحدها لا تكفي ولو كانت فذة .. هذا لمن يتصدون للإصلاح .. بل لابد من البصيرة النافذة .. فالعبقرية نتائج عقل ناضج , وفكر ثاقب , وذهن صاف, وأفق واسع ثم قدرة على الصياغة والتعبير .. ولكن أية قيمة لهذا النتاج إذ هو لم يقدم العطاء للناس؟ أعني إذا هم لم يتحول إلى منهج وخطة عمل ليعايش الناس ويتجاوب الناس معه .. وعندئذ لابد من البصيرة النفاذة لتقود المسار ..
كان كل من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب عبقريا في سياسة الأمة وكل من عمرو بن العاص , وخالد بن الوليد وأبي عبيدة ابن الجراح وسعيد بن ابي وقاص .. عبقريا في سياسة المعارك ..
ولكن نجاح هؤلاء جميعا في سياستهم - رضي الله عنهم - لم يقم على العبقرية الفذة وحدها بل لقد رافقتها البصيرة النافذة ..
إنه لمن قبيل تحصيل الحاصل أن تقول: إن حسن البنا كان يجمع بين العبقرية الفذة والبصيرة النافذة. والعبقرية والبصيرة إنما