تقدران العقل والسلوك والثمرة والعمل الذي قام به حسن البنا يشهد له بعبقرية فذة وبصيرة نافذة ,ومع شئ من التواضع ... وأقول: مع شئ من التواضع ... لأن ألفاظ اللغة لا تسعفنا بصفات أكبر وأجل وأعمق من صفتي: العبقرية الفذة والبصيرة النافذة ..
وقد يتوهم متوهم: أن حسن البنا لم يفعل أكثر من أنه دعا الناس إلى الخير فاستجاب له البعض فكون من هذا البعض جماعة , وما أكثر الدعاة إلى اله الذين ألفوا جماعات دينية كانت ملء السمع والبصر ووضعوا لها مبادئ وشعارات وصاغوا لها أفكارا ولوائح سلوك ..
مثل هذا المتوهم يجب أن نفسح صدورنا لما يقول وحسبنا منه أن نعتبره متوهما وحسبه منا أن يكون كذلك في نظرنا وهذا أو ذاك لا يحول دون أن نناقش هذا التوهم في هدوء ..
نحن نعترف - بادئ ذي بدء - بأنه على مسار التاريخ القديم والمعاصر. ظهر زعماء دينيون وجماعات دينية لا حصر لها.
ولكن يجب أن يكون في الحسبان أن هناك فرقا شاسعا بين الرجل حسن البنا والفكرة: جماعة الإخوان من جانب وبين الزعماء الدينيين وجماعاتهم من جانب آخر.