فأولئك الزعماء الدينيون - إلا أقل القليل منهم - لا يتمتعوا بما كان يتمتع به الرجل من عبقرية فذة وبصيرة نافذة بل حتي هذا القليل منهم كانت له مواهب محدودة وعزائم متواضعة وأهداف أكثر تواضعا ..
أما الجماعات الدينية فلم يكن الهدف منها إلا أن تشغل حَيِّزًا من الفراغ .. بل إن معظمها قام من فراغ واستقر أيضًا في فراغ كان كل ما تسعي إليه: هو أن يعود الناس إلى الإسلام .. لكنه الإسلام: الشكل لا الحقيقة والغرض لا الجوهر واللفظ لا المعنى وبمعنى آخر أدق: هو خلق جيل متدين من الناس .. لكن ما هو مفهوم التدين في نظر هؤلاء الناس؟ إنه أداء الشعائر ما استطاعوا إلى أدائها سبيلاً والتخلق الذاتي بالأخلاق الإسلامية جهد استطاعتهم.
أما العمل على بعث الوجود الإسلامي حتى يسترد الإسلام اعتباره .. أما العمل على تقديم الفكر الإسلامي في صياغة جديدة مقنعة .. أما العمل على إثارة قضايا الإسلام وقضايا الشعوب المسلمة ...
أما مواجهة التحديات التي تتحدى الإسلام: عقيدة وفكرًا , ونظامًا وتراثا سواء من داخلنا أم من خارجنا .. أم التصدي للأنظمة التي تسعي جاهدة على تقليص ظل الإسلام وحصره في أضيق الحدود ..