كان لا بد أن يموت هذا الرجل .. الذي صنع التاريخ وحول مجرى الطريق شهيدًا .. كما مات عمر وعلي والحسين .. فقد كان الرجل يقتفي خطواتهم .. مات في عمر الزهر النضير وفي نفس السن التي مات فيها كثير من العباقرة ورجال الفكر وقضى وهو يسطع ويتألق .. وعاش الرجل كل لحظة من حياته، بعد أن عجزت كل وسائل الإغراء في تحويله عن نقاء الفكرة وسلامة الهدف ..
لم يحن رأسه .. ولم يتراجع .. ولم يتردد أمام المثبطات ولا المهددات .. وكان الرجل قذى في عيون بعض الناس .. وحاول الكثيرون أن يفيدوا من القوة التي يسيطر عليها، فقال لهم: إن أنصاره ليسوا عَصًا في يد أحد .. إنهم لله وحده .. وحاول البعض أن يضموه إليهم أو يطوره فكان أصلب عُودًا من أن يخدع أو ينطوي ..
ماذا يمكن أن يضيفه الكاتب - أي كاتب - إلى هذه الكلمات التي سجلها كاتب أمريكي له مقامه ومكانته بين كتاب العالم؟ ..