ظل الإخوان المسلمون عشر سنين يتكلمون، يعرضون الإسلام مبادئ وأفكارًا , وعقيدة ونظامًا .. يناقشون من حسنت نياتهم في هدوء , ويجادلون بالتي هي أحسن , من في قلوبهم دخن , وفي ضمائرهم دخل، لا يتعالون على أحد , ولا يستخفون بأحد ولا يسخرون من أحد، ويفسحون صدورهم للجميع , ويفتحون عقولهم للمعارض قبل المؤيد وللمعادي قبل المسالم ..
والحق أن الإخوان لم يقطعوا السنوات العشر في الكلام، مجرد الكلام، بل كان للعمل دور وإن كان متواضعًا , ويمكن أن تعتبر هذه المرحلة بمثابة التجهيز الذي يسبق التأسيس , أو الإعداد الذي يسبق التنفيذ ..
كان الإمام الشهيد حسن البنا يقول: نحن نريد تحقيق مطالب القرآن ... ومطالب القرآن ذات هدفين: هدف قريب , وهدف بعيد لكنه غير محال , كان يضرب المثل من عمل الفلاح الذي يزرع زرعًا ينتج ثمرًا في أيام قلائل كأنواع الخضراوات ويزرع زرعًا