ويخطئ من يظن: أن الإخوان المسلمين دعاة تفريق عنصري بين طبقات الأمة .. فنحن نعلم أن الإسلام عني أدق العناية باحترام الرابطة الإنسانية العامة بين الإنسان ...
وهذه هي دعوة الإخوان في كلمات موجزة جاءت على لسان مؤسسها وداعيتها الأول , الإمام الشهيد .. فماذا يمكن أن يضيف إليها الكاتب - أي كاتب؟
وهل يمكن لإنسان - بعد هذا الوضوح - أن يثير حول الفكرة شبهة من الشبهات أو إرجافا من الأراجيف، إلا إذا كان هذا الإنسان مُجَرَّدًا مِنَ الضَّمِيرِ عَاجِزًا عن أن يكون متجردًا من الشهوة والهوى ..
* * *
ولكن البلاد لم تستطع أن تقدر هذه النهضة التي قامت بها حركة الإخوان قدرها، كما أن المعدة الضعيفة المريضة لا تستطيع أن تهضم الغذاء الصالح القوي فتتخم في بعض الأحيان .. فكان كل ما يعلمه الجميع - يعني المحنة - وكانت كارثة إسلامية، لم يخسر فيها الإخوان فقط بل خسر فيها الإسلام ورزئ بها العالم الإسلامي.
ولكني أعتقد أن الله - سبحانه - قد أراد بهذه الدعوة خيرًا إذ ردها قَسْرًا إلى مرحلة الدعوة الإسلامية الأولى لتزداد هذه الدعوة