للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مُسَلَّمَةُ هَانِئَةٌ، وَإذَا العَوَالِمُ كُلُّهَا هَاتِفَةٌ: الحَمْدُ للهِ الذِي هَدَانَا لِهَذَا، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ. وَمِنَ المُبَرِّرَاتِ التِي اِتَّخَذَهَا بَعْضُ الذِينَ سَلَكُوا سَبِيلَ الغَرْبِ: أَنَّهُمْ أَخَذُوا يُشَهِّرُونَ بِرِجَالِ الدِّينِ المُسْلِمِينَ، مِنْ حَيْثُ مَوْقِفِهِمْ المُنَاوِئِ لِلْنَّهْضَةِ الوَطَنِيَّةِ، وَتَجَنِّيهِمْ عَلَى الوَطَنِيِّينَ، وَمُمَالأَتِهِمْ لِلْغَاصِبِينَ، وَإِيثَارَهُمْ المَنَافِعَ الخَاصَّةِ، وَالمَطَامِعَ الدُّنْيَوِيَّةِ عَلَى مَصْلَحَةِ البَلَدِ وَالأُمَّةِ. وَذَلِكَ - إِنْ صَحَّ - فَهُوَ ضُعْفٌ مِنْ رِجَالِ الدِّينِ أَنَفْسُهُمْ، لاَ فِي الدِّينِ ذَاتِهِ، وَهَلْ يَأْمُرُ الدِّينُ بِهَذَا؟ وَهَلْ تُمْلِيهِ سيرَةُ الأَجِلاَّءِ وَالأَفَاضِلِ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ، الذِينَ كَانُوا يَقْتَحِمُونَ عَلَى المُلُوكِ وَالأُمَرَاءِ أَبْوَابَهُمْ وَسُدُودَهُمْ، فَيُقْرِعُونَهُمْ وَيَأْمُرُونَهُمْ وَيَنْهَوْنَهُمْ وَيَرْفُضُونَ أَعَطِيَّاتِهِمْ، بَلْ وَيَحْمِلُونَ السِّلاَحَ فِي وُجُوهِ الجَوْرِ وَالظُّلْمِ».

هذه مقتطفات سريعة، والرسالة مطولة فيها برنامج إصلاحي على أسس إسلامية قويمة، بعث بها الإمام الشهيد إلى المسؤولين في إباء وشجاعة. وبالرغم من ثقته أنه إنما يخاطب قلوبًا غُلْفًا، وآذانًا صُمًّا، إلا أن الحكمة اقتضت أن يبلغ، وقد أعذر من أنذر!.

* * *

<<  <   >  >>