أردتُ أن أبدأ بكلمات الإمام الشهيد هذه ليسأل أي إنسان نفسه هل كان حسن البنا يعرف اللف والدوران .. أو المواربة والالتواء؟
إن خصوم الفكرة الإسلامية لم يكن يؤرقهم شيء كما كانت تؤرقهم صراحة الرجل ولو كان حسن البنا «لَوْلَبِيًّا» أو سياسيًا محترفًا، لما ابتليت دعوته بطوفان من الابتلاء والمحن الفاشية، ولما سالت قطرة من دمائه في سبيل الحق الصريح الذي طالما جهر به ..
ليعد هؤلاء الخصوم قراءة أقوال الرجل .. ويعيدوا النظر في سلوك الرجل، ونحن واثقون من أنهم سوف يقتنعون بأن صراحة الرجل فوق الشبهات .. إذا هم تجردوا من الهوى والغرض ..
* * *
ما أكثر الذين نالوا من الرجل والفكر إبان حياته .. وهؤلاء لا نجادلهم اليوم وقد تكفل الرجل بالرد عليهم .. وأيضًا ما أكثر الذين نالوا - ولا يزالون - من الرجل والفكرة بعد أن قضى الرجل نحبه شهيدًا في سبيل الله والحق .. وهؤلاء: فالذين يكتبون التاريخ بلسان القوة مِنْ عَلٍ, ومن مراكز السلطة وهم واثقون من أن إنسانًا - كائنًا من كان - لا يملك إلا تجاهلهم فضلاً عن التعقيب عليهم، وشأن هؤلاء شأن أولئك الذين نالوا من الرجل والفكرة ,