للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"القوم الكافرون"، وحيث تشمل اللغة كلمات تدل منطقيا على جمع، ونحويا على مفرد، نحو جمهور، وحكومة، وطائفة، وأمة، وبرلمان.

ويجب أن تفرق بين العدد، واسم العدد، والرقم، فإذا رأيت:

٣×٤= ١٢، فهذه أرقام لها لغة وكتابة قائمة بنفسها.

ويقولون: إن العربية عرفت الأرلاقام من الهندية. والرقم ٣عربي، ولكن الرقم "٣" إفرنجي أما ثلاثة في أربعة تساوي اثني عشر، فهذا تعبير بأسماء الأعداد لا بالأرقام، وأما ثلاث أربعات تساوي اثني عشر، فاسم العدد الأول "ثلاث" مفرد، واسم العدد الثاني "أربعات" جمع مؤنث سالم، والثالث مركب صدره مثنى مضاف وعجزه مفرد، أما العدد فهو مدلول اسم العدد، أي ما يطلق اسم العدد عليه، فهو فكرة لا كلمة ولا رقم.

ومما يعتبر من باب أسماء الأعداد، ولكنه أقل منها محدودية، ما يضاف من نحو بعض، وكل، وأي، ما يأتي من نحو كثير، وقليل، ولست أدري إن كان يحق لي أن أقول: إن أسماء الموصول التي تستخدم في الاستفهام، أو الشرط مثلا تدل منطقيا على عدد شائع غير محدد، تأمل المثالين:

من يقف هناك؟ والذي يقوم فله درهم.

ثم انظر إن كنت توافقني، أو تخالفني في هذا القول، ومع هذا فإن هذين الموصولين من الناحية النحوية الشكلية ليسا إلا مفردين، وأما من يقفون هناك والذين يقومون فلهم خمسة دراهم، فإن من والذين يفهما في صيغة الجمع. فكأن الذي يقرر إفراد من أو تثنيتها، أو جمعها، إنما هي علامة التوافق التي تأتي في صلتها، ويتضح ذلك في مقارنة أمثلة مثل:

من يقوم، من يقومان، من يقومون.

فاتحاد شكل من في الحالات الثلاث، لا ينفي أنها مفرد في المثال الأول ومثنى في الثاني وجمع في الثالث، ومغزى هذا بالطبع ألا تربط الشكل بالفكرة المنطقية، وليس العدد النحوي، إلا توافقا سياقيا في خدمة التطريز اللغوي، والمقتضى الاجتماعي

<<  <   >  >>