للإفراد والتثنية والجمع، وما يعبر عن الجمع من الناحية النحوية، قد يدل على المفرد من الناحية الحسابية، فمن العادات الكتابية الديوانية، أن تكتب إلى رئيس الإدارة، أو وزير الوزارة "أعرض عليكم ما يأتي":
ولقد كانت المراسيم تصدر، وفي بدايتها "نحن ملك مصر"، حيث كان يقصد "أنا".
واللغة العربية من اللغات القليلة، التي احتفظت بالمثنى في تطريزها النحوي. ولقد عرفت اللغات الهندية الأوربية المثنى في القديم، ولكنها فقدته؛ لأن حاجتها إلى إفراد المثنى بصيغة لغوية خاصة لم تعد ملحة كما كانت، وتعبر الإنجليزية الحديثة عن المثنى أحيانًا بطريق الكلمات الخاصة، لا بطريق الصيغ النحوية؛ ومن ذلك مثلًا استعمال التراكيب الآتية:
two boys. both boys, a couple of boys. a bfrace of والكلمتان "brace أو couple ""من نوع dozen و score و gross وبقية الكلمات ذات الدلالة على تقسيمات خاصة غير الإفراد، والتثنية، والجمع.
وللعربية تعبيرات شكلية خاصة عن المفرد والمثنى والجمع، في الاسم والضمير والفعل، وتقسيمات للجمع إلى جمع تصحيح، وجمع تكسير ولهذا الأخير إلى جمع كثرة، وجمع قلة، وإلى جمع له مفرد، وجمع لا مفرد له، وهلم جرا.
ويجري العد في بعض لهجات الصعيد بحسب المعدود، على نماذج مختلفة، فإذا كان المعدود نقودًا، أو ناسا، أو قطيعا، جرى العدد على نمط "واحد اثنان ثلاثة إلخ"، وإذا كان المعدود بلحا، أو فاكهة، وجرى على نمط "فرد، جوز، ثلاثة حب، ثورة إلخ".
وربما استعملوا "قيط، بدل "جوز"، مع هذا لا يمكن القول بأن هذا وثيق الصلة بالإفراد، والتثنية، والجمع في النحو.
وتعطينا اللغة العربية الفصحى أروع مثل لعدم منطقية التطريز اللغوي، حيث يميز الجمع بالمفرد، في نحو قولنا: ألف رجل، والأيام السعيدة، وحيث يوصف جمع التصحيح بجمع التكسير، في نحو قولنا: المحاربون القدماء، ويجري العكس، في نحو