للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبطلان استعمال الصيغ في مجالاتها الدلالية، ويرى أن ذلك يرجع إلى النقص في التردد، وأن التحول إلى معنى جديد في الصيغة، لا يظهر إلا حين يستتبع تحولا في العالم العملي، كتحول معنى قبعة، سفينة، جوارب بتغير صور هذه الموضوعات من عصر إلى عصر، وأوضح التوسعات الدلالية هي التوسعات الجراماطيقية.

وأما مييه، فيضع رأيه في الكلمات الآتية١: "تعرف الكلمة بأنها ربط معنى ما بمجموعة من الأصوات، صالحة لاستعمال جراماطيقي ما، وليكون للتوافق بين الكلمتين قيمة، يجب أن يظهر في الصوت، والمعنى، والاستعمال الجراماطيقي. وكلما ازداد التوافق من هذه الجهات الثلاث، زاد احتمال الصواب في الربط بينهما إبتيمولوجيا"، وهو بهذا يضغط كل القواد الجوهرية، لتغير المعنى في هاتين الجملتين.

وبعد هذا الكلام عن جهة النظر الدياكرونية التاريخية في تغير المعنى، سنحاول في الصفحات الآتية تلخيص نظرية استاذناج، ر. فيرث في منهج الدلالة، وأن نشرح الظروف التي مر بها أهم اصطلاح من اصطلاحات هذه النظرية، وهو "الماجريات" أو"Context of situation".


١ Linguistique Historique et Linguisfique Generale, p. ٣٨.

<<  <   >  >>