للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولسنا نلقى اللوم في هذا على علماء النفس والاجتماع، ما دام من السهل أن يحصل اللغوي على تمرين كاف في علمي النفس والاجتماع، يمكنه من السير بمفرده في هذا السبيل؛ ولنسا بهذا نهدف إلى علم اللغة الاجتماعي، بل نبني على قواعد من علم اللغة، فبلا وجود الأصوات، لا يمكن وجود صرف لأي لغة من لغات الكلام، وبلا وجود التنغيم، لا يمكن أن يوجد النحو وجودًا كاملا.

خذ منذ مثلًا كلمة "set"، في قاموس أو كسفورد، فستجدها تغطي ثماني عشرة صفحة، ونهرا واحدًا، فوق ذلك، ونقسم إلى ١٥٤ مدخلا آخرها "set up"، الذي ينقسم بدوره إلى أقسام فرعية، تستغرق رموز الأبجدية ترقيما، فتتكرر الرموز لها إلى "rr"، وهذا يدعونا إلى التفكير في أبواب لأنواع الوظائف اللغوية المختلفة، فالماجريات المتكاثرة، والموضحة، يمكن أن تستمر في تكاثرها إلى ما لا نهاية، حتى تملأ جزءا كاملا، ولكننا نجد من الناحية العملية أن هذه الماجريات

يمكن أن تنتظمها أقسام، هي أنواع الاستعمال، وحتى لو استخدمنا الأبواب

الاجتماعية القليلة المذكورة في قاموس، أو كسفورد، مثل عامي Colloquial، وسوقي common وطارئ slang، وأدبي literary، وفني tencnical، وعلمي scientific، وتخاطبي conversational، وخاص بلهجة dialectal، ثم تذكرنا قاعدة الورود النسبي في الاستعمال

"relative frequency"، مهما كان ذلك على وجه التقريب، فسوف نحصل عن طريق تلك القاعدة على كلمات لا ترد إلا في ماجريات نوعية، ونحن بحاجة في دراسة الجملة إلى أبواب لغوية محددة تحديدًا أكثر في دقته مما هو الآن، بأن نحدد أنواع الجملة، واستعمالاتها في الأدوار الاجتماعية المختلفة التي يلعبها المتكلم، كلنا يبدأ الحياة بدورين اثنين هما النعاس والتغذي، ولكننا نبدأ نشاطنا الاجتماعي في الشهر الثالث، ومنذ ذلك الوقت نضيف إلى تجاربنا أدورًا اجتماعية أخرى بالتدريج، وفي خلال مرحلة النمو يزداد اندماجنا في النظام الاجتماعي الذي نعيش فيه، وأهم الشروط والوسائل لهذا الاندماج هو أن نتعلم، كيف نقول ما يتوقع الآخرون منا أن نقول، في الظروف الخاصة به، وفي الحق

<<  <   >  >>