للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلام في مكان آخر، وربما كان في وقت آخر أيضا.

٦- مقالة مكتوبة في الجريدة من النوع الذي يقصد به الدعاية.

٧- تفكير غير متزن.

٨- لغة الإنجليز.

٩- أصوات مختلطة.

في الاستعمال الشائع العادي اتساع، تسمح به طبيعة التخاطب بين الناس، وهي طبيعة تميل إلى عدم التحديد المضبوط، الذي نلمحه في الاصطلاح العلمي، وتميل أيضا إلى استعمال الأساليب البلاغية، التي تقابل الحقيقة كالمجاز والاستعارة والكناية، ثم هي أخيرا طبيعة محكومة بمستوى ثقافي عام، لا يرقى بحال إلى مستوى المتخصصين، الذين ينظرون إلى التفريق بين الكلام، وبين اللغة نظرتهم إلى وسيلة من وسائل فهم كليهما، فما اللغة وما الكلام من وجهة النظر الدراسية؟

قلنا: إن دي سوسور قد خلق للغة منهجا شكليا تركيبيا مبنيا على وجهة نظر دوركايم إلى علم الاجتماع، وفي هذا المنهج يفرق دي سوسور بين اصطلاحات ثلاثة:

١- اللغة "بالمعنى الأعم أي بمعنى الظاهرة الاجتماعية" Le Langage

٢- اللغة المعينة "وهي التي تتخذ موضوعا للدراسة كالعربية" La Langne

٣- الكلام "وهو النشاط العضلي الصوتي الفردي" La Parale

واللغة باعتبارها ظاهرة اجتماعية، تقع في مجال علم الاجتماع، كما تقع في مجال

علم اللغة، ولها جانبان من جوانب الدراسة أحدهما اللغة المعينة، وثانيهما الكلام، يقول دي سوسور١. "تشتمل دراسة اللغة على ناحيتين إحداهما جوهرية، موضوعها اللغة المعينة التي هي اجتماعية في جوهرها، ومستقلة عن الفرد وهذه الناحية نفسية فحسب، أما الأخرى فتتناول الدور الفردي للغة باعتباره موضوعا لها، أو بعبارة أخرى الكلام المكون من أصوت، وهذه نفسية وعضوية معا".

واللغة المعينية في نظره جزء من الوعي الجمعي، "أو العقل الجمعي كما يسميه بعض الباحثين" Conscience Collective، وهذا العقل الجمعي إنما يوصف به الكائن الاجتماعي الذي قال به دوركايم، وهذا الكائن الاجتماعي هو ملخص للمجتمع.


١ Cours de Linguisique Generale, P. ٣٧.

<<  <   >  >>