الصوتية والرئتان، أضف إلى ذلك الحجاب الحاجز، وبعض العضلات البطنية، وهذان الأخيران سوف لا يدخلان في دراستنا هذه.
وهناك حقيقة أخرى، لا بد من الإشارة إليها هي أن الوظيفة الأساسية لهذا الجهاز، ليست متصلة بالنطق اللغوي، وإنما تؤدي وظيفة حيوية بالعمل على جعل استمرار الحياة أمرا ممكنا، فالشفتان صمام لحفظ الطعام من الانتشار أثناء المضع، وتستعملان كذلك في المص والبصق؛ والأسنان والأضراس لتقطيع الطعام ومضغه، واللسان، وهو عضلة في نهاية التعقيد من ناحية تركيبه، وحركته، يساعد على خلط الطعام في الفم، ويفصل سقف الفم بين تجويفين يختلفان في الوظيفة، هما تجويف الفم وتجويف الأنف، والتجويف الأنفي حجرة لتكييف الهواء قبل هبوطه إلى الرئتين، والحلق ممر الهواء، وهو ينتهي بالأوتار الصوتية، التي هي جزء من الحنجرة، وهذه الأوتار صمام لحفظ الرئتين من الأجسام الغربية، ولحبس الهواء فيهما لأغراض مختلفة، منها السعال وحمل الأحمال الثقيلة، والرئتان تكرران الهواء، وترسلانه إلى القلب، ويتم هذا التكرير عن طريق التنفس.
ولكن الضرورة الاجتماعية مضافة إلى الذكاء الإنساني خلقا وظيفة ثانوية لهذا الجهاز الحيوي، هي وظيفة النطق اللغوي، ويستطيع الإنسان بتحريك الأجزاء القادرة على الحركة من هذا الجهاز، وتقريبها من أجزائه الأخرى أن يحدث تضييقا في مجرى هواء، كما يستطيع بإلصاق الأجزاء القادرة على الحركة أيضا بالأجزاء الأخرى منه، أن يقفل مجرى الهواء إقفالا تاما؛ وبهذا التضييق وذلك الإقفال، أو عدمهما يستطيع المرء أن يحدث من الأصوات ما لا حصر له، ولعل عدد الأصوات المستخدمة في جميع اللغات الإنسانية في كوكبنا هذا، لم تستنفد كل الإمكانيات الصوتية في الجهاز النطقي الإنساني، ولكن هذه الجمهرة الضخمة من الإمكانيات النطقية، لا تستخدم كلها في لغة واحدة، وإنما تختار كل لغة منها طائفة قليلة متباينة، يختلف بعضها عن بعض؛ إما من ناحية مكان التضييق أو الإقفال الذي هو المخرج، وإما من ناحية الأثر الصوتي المسموع جهرا كان أو همسا، وإما من ناحية الطريقة التي يخرج بها الهواء عبر المخرج، سواء كانت هذه الطريقة انفجارا