للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي، عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا فقال: "إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر ... "١.

هذا وقد اختلف العلماء في اجتماع الخلفاء الأربعة هل هو إجماع أو حجة مع مخالفة غيرهم من الصحابة أم لا؟ فيه روايتان عن الإمام أحمد٢، وهذا فيما يتعلق بالأحكام.

أما العقائد فيتضح من الآثار السابقة عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى أنه يرى وجوب الأخذ بسنة الخلفاء الراشدين ويحرم الخروج عما أجمعوا عليه، ولا ريب أنه يقصد بسنتهم ما يتعلق بالاعتقاد لأنه أصل الدين، "ولأن الصحابة قد تنازعوا في كثير من مسائل الأحكام، وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيمانا، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة كلمة واحدة، من أولهم إلى آخرهم، لم يسوموا


١ سنن الترمذي ٥/٦١٠، ومسند أحمد ٥/٣٨٥، وانظر جامع العلوم والحكم ص٢٨٧، وابن ماجة في المقدمة ١/٣٧، وصحح الحديث الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي ٣/٢٠٠.
٢ انظر ابن القيم إعلام الموقعين ٤/١١٨- ١٥٦ فقد فصّل في هذه المسألة بما فيه الكفاية. وانظر جامع العلوم والحكم لابن رجب ص٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>