للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذه النصوص النيرة تنزل الآثار الواردة عن عمر في منع الجدال والخصومة والقيام به، والحث عليه، فإن كان الجدال للوقوف على الحق وتقريره كان محموداً، وإن كان في مدافعة الحق وكان جدالا بغير علم كان مذموما منهيا عنه١.

قال ابن عبد البر بعد ذكره مناظرة عمر بن عبد العزيز للخوارج: "هذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله وهو ممن جاء عنه التغليظ في النهي عن الجدال، وهو القائل: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل، فلما اضطر وعرف الفلج في قوله ورجى أن يهدي الله به لزمه البيان وجادل وكان أحد الراسخين في العلم رحمه الله٢.

وعلى ضوء ما تقرر ذكره تحمل النصوص العامة في الكتاب والسنة وأقوال السلف في النهي عن الجدال مثل قوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ} ٣.

وقال عز وجل: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} ٤.


١ انظر الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي ص٢٣٥، والنووي على صحيح مسلم ٦/١٦٧.
٢ جامع بيان العلم وفضله ٢/٩٦٧.
٣ سورة غافر آية ٤.
٤ سورة الشورى آية ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>