للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧٢/٦- ابن جرير الطبري قال: وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى١، أن الذي خرج على عبد الحميد بن عبد الرحمن بالعراق في خلافة عمر بن عبد العزيز شوذب واسمه بِسطام من بني يشكر فكان مخرجه بجوخَى٢ في ثمانين فارسا أكثرهم من ربيعة.

فكتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد ألا تحركهم إلا أن يسفكوا دما، أو يفسدوا في الأرض، فإن فعلوا فحل بينهم وبين ذلك، وانظر رجلا صليبا حازما فوجهه إليهم، ووجه معه جندا. وأوصه بما أمرتك به. فعقد عبد الحميد لمحمد بن جرير بن عبد الله البجلي في ألفين من أهل الكوفة، وأمره بما أمره به عمر، وكتب عمر إلى بسطام يدعوه ويسأله عن مخْرجه، فقدم كتاب عمر عليه. وقد قدم عليه محمد بن جرير، فقام بإزائه لا يحركه، ولا يهيجه فكان في كتاب عمر إليه: إنه بلغني أنك خرجت غضبا لله ولنبيه، ولست بأولى بذلك مني. فهلم أناظرك فإن كان الحق بأيدينا دخلت فيما دخل فيه الناس، وإن كان في يدك نظرنا في أمرك، فلم يحرك بسطام شيئا وكتب إلى عمر: قد أنصفت، وقد بعثت إليك رجلين


١ معمر بن المثنى أبو عبيدة التيمي مولاهم. صدوق إخباري وقد رمي برأي الخوارج. تقريب ص٥٤١.
٢ جوخي -بضم والكسر وقد يفتح- اسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد بالجانب الشرقي منه. انظر معجم البلدان ٢/١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>