يدارسانك ويناظرانك. قال أبو عبيدة: الرجلين اللذين بعثهما شوذب إلى عمر مخدوج مولى بني شيبان، والآخر من صليبة بني يشكر -قال: فيقال: أرسل نفرا فيهم هذان، فأرسل إليهم عمر: أن اختاروا رجلين، فاختاروهما، فدخلا عليه فناظراه، فقالا له: أخبرنا عن يزيد لم تقره خليفة بعدك؟ قال: صيره غيري، قالا: أفرأيت لو وليت مالا لغيرك، ثم وكلته إلى غير مأمون عليه، أتراك كنت أدَّيت الأمانة إلى من ائتمن قال: أنظراني ثلاثا، فخرجا من عنده، وخاف بنو مروان أن يخرج ما عندهم وفي أيديهم من الأموال، وأن يخلع يزيد، فدسوا إليه من سقاه سما، فلم يلبث بعد خروجهما من عنده إلا ثلاثا حتى مات١.
٢٧٣/٧- روى البلاذري فقال: كتب عمر إلى الخوارج فقال: إلى العصاة الذين خرجوا بزعمهم التماس الحق أما بعد: فإن الله تعالى لم يلبس على العباد أمورهم، ولم يتركهم سدى، ولم يجعلهم في عمياء، فبعث إليهم النذر، وأرسل إليهم الكتب، وبعث محمد صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا وأنزل عليه كتابا حفيظا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، قد علم ما تأتون وما تتقون فأوصيكم بتقوى الله وشكر نعمه والاعتصام بحبله والتوكل عليه فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا
١ ابن جرير الطبري: تاريخ الطبري ٥/٥٥٥-٥٥٦. وفي الأثر زيادات يشك في صحتها لكون أبي عبيدة يرى رأي الخوارج. والله أعلم.