للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليهود والنّصارى، جبابرة عتاة، يلبسون الحرير، وينكحون الذّكور، فكيف لا يغضب أولو النّهى، أم كيف يسوغ (١) الطعام لأهل البرّ والتّقوى، قد درس الكتاب فأوّل على غير تأويله، وغنّي به على المعازف فحرّف عن تنزيله، فلم يبق من الإسلام إلاّ اسمه، ولا من القرآن إلاّ رسمه، فلو أنّ مؤمنا تقطّعت نفسه قطعا، ما كان ذلك (٢) لله رضا بل كان بذلك جديرا عندي (٣). فروحوا بنا إلى الله، واصطبروا لله، فو الله إنّ الراحة منهم ومن المقام معهم في دارهم لراحة، والجهاد عليكم فريضة فقاتلوهم (٤) فإنّ الله تعالى قد فرض قتالهم (٥)، واصبروا أنفسكم ف‍ إِنَّ اَللهَ يُحِبُّ اَلَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (الصف ٦١/ ٤) وكونوا ممّن أحبّ الله والدار الآخرة، وباين اعداءه وآثر لقاءه، عصمنا الله وإيّاكم.

قال: وحدثني هارون الوشاء

، قال حدثني عبد العزيز بن يحيى الكنانيّ، ويقال إنّه كان من الدّعاة إلى يحيى بن عبد الله، قال:

لمّا صار الحسين إلى فخّ (٦)، خرج يحيى على فرسه يحرّض النّاس؛ قال بعد (٧) حمد الله (٨):


(١) م: يسيغ؛ ص: يسيغه.
(٢) ص: لله ذلك.
(٣) م ص: عندي جديرا.
(٤) ليست في ر.
(٥) ص: قد فرض عليكم جهادهم.
(٦) م: بفخ.
(٧) م ص: فقال بعدما.
(٨) في هامش ص الأيسر: «كلام يحيى بن عبد الله عليه السلام يحرّض الناس».

<<  <   >  >>