للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدّنيا/التي تعظّمونها أو للرغبة فيما تعرضون عليّ من أموال المسلمين؟ ليس ذلك كما تظنّ، إنّما خرجت غضبا لله ونصرة لدينه وطلبا للشهادة وأن يجعل مقامي هذا حجّة على الأمّة، واقتديت في ذلك بأسلافي الماضين المجاهدين، لا حاجة لي في شيء ممّا عرضت عليّ، وأنا نافذ فيما خرجت له وماض على بصيرتي حتى ألحق بربّي.

قال: فلما رأت المسوّدة ثبات أصحاب الحسين وصبرهم، جعلوا لهم (١) كمينا من ورائهم ثمّ استطردوا لهم حتى خرجوا من (٢) الموضع الذي كانوا فيه، وقد الجئوا ظهورهم (٣) إلى الجبل الذي شيّده الحسين بنفسه وأصحابه وقطع مجاز الجّبل فيه بالصخر، وهو على تلك الحال إلى اليوم. فلما خرج عليهم الكمين قاتل الحسين وأصحابه قتالا شديدا حتى كثر فيهم القتل (٤) في الفريقين جميعا، ثم حملت العساكر بأجمعها فصبروا لهم حتى أبيدوا بأجمعهم وقتل الحسين، رحمه الله، وسط المعركة (٥) وصرع أهله حوله بعد منازلة ومدافعة وصبر عظيم على وقع الحديد.

ولقد أخبرني حمدان بن منصور (٦) قال، حدّثني القاسم بن إبراهيم الإمام (٧)، رحمة الله عليه، عمّن ذكره من أصحابه، قال: رأيت (٨) الحسين


(١) م ص: له.
(٢) م: عن.
(٣) ص: كانوا قد الجئوا فيه ظهورهم.
(٤) م ص: كثر القتل في.
(٥) م: صلوات الله عليه ولعن قاتليه وثبت في المعركة.
(٦) أحسب أنّ الصواب: محمد بن منصور، انظر ص ٢٤ من المقدمة.
(٧) م ص: الإمام العالم صلوات الله عليه.
(٨) م ص: رأينا.

<<  <   >  >>