للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمه وأبيه، شريكه في فضله ونظيره في سؤدده (١)، على مثل ما انقرض عليه أبوه وأخوه، حتّى إذا ظنّ أن قد أمكنته محبّة (٢) الله من بوارهم ونصرة الله من/افترائهم (٣)، دافعه عنها أبناء الدنيا، واستدرج بها أبناء الطلقاء، فبعدا للقوم الظالمين، وسحقا لمن آثر على سليل النبيّين وبقية المهتدين الخبيث ابن الخبيثين (٤) والخائن ابن الخائنين، فقتلوه ومنعوه ماء الفرات وهو مبذول لسائر السباع، وأعطشوه وأعطشوا أهله وقتلوهم ظمأ (٥)، يناشدونهم فلا يجابون، ويستعطفونهم فلا يرحمون، ثم تهادوا رأسه إلى يزيد الخمور والفجور تقرّبا إليه، فبعدا للقوم الظالمين.

ثم توجّهت جماعة من أهل العلم والفضل إلى سجستان في جيش (٦)، فتذاكروا ما حلّ بهم من ابن مروان فخلعوه وبايعوا الحسن بن الحسن ورأسوا عليهم ابن الأشعث [١] إلى أن يأتيهم أمره، فكان رئيسهم (٧) غير طائل ولا رشيد، نصب العداوة للحسن قبل موافاته،


(١) في هامش ص الأيسر: «السؤدد بالهمز كقنفذ السيادة».
(٢) أخبار أئمة الزيدية:١٨٣: محنة.
(٣) الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٥؛ وأخبار أئمة الزيدية ١٨٣: اخترامهم؛ وفي ص: افترايهم؛ واقترائهم من قولهم قروت بني فلان واقتريتهم واستقريتهم، مررت بهم واحدا واحدا وهو من التتبع (لسان العرب ١٥/ ١٧٥).
(٤) م ص: ابن الأخبثين؛ وفي الحدائق (مصورة) كتب فوق الخبيث: يعني يزيد، وفوق الخبيثين: يعني معاوية وهند.
(٥) م ص: ظلما.
(٦) م ص: في جيش إلى سجستان.
(٧) ص والحدائق وأخبار أئمة الزيدية: رأسهم.

[١] انظر كتاب المصابيح (دار الكتب ٨١):٦٦ ب-٦٧ أ؛ والحدائق الورديّة (مصورة) ١/ ١٣٥.

<<  <   >  >>