للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتفرّقت عند ذلك كلمتهم وفلّ حدّهم فمزّقوا (١) كلّ ممزّق؛ فلما هزم جيش الطواويس احتالوا لجدي الحسن بن الحسن فمضى مسموما، يتحسّى الحسرة ويتجرّع الغيظ، رضوان الله عليه، حتى إذا ظهر الفساد في البرّ والبحر وشرى زيد بن علي، صلوات الله عليهما، لله (٢) نفسه فما لبث أن قتل ثم صلب ثم أحرق، /فأكرم بمصرعه مصرعا. ثم ما كان إلاّ (٣) طلوع ابنه يحيى ثائرا بخراسان (٤)، فقضى نحبه وقد أعذرا (٥)، رضوان الله عليهما. وقد كان أخي محمد بن عبد الله/دعا بعد (٦) زيد وابنه يحيى، فكان أوّل من أجابه وسارع إليه جدّك محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وأخوته وأولاده، فخرج-زعم (٧) -يقوم بدعوته حتى خدع بالدّعاء إليه طوائفا. ومعلوم عند الأمّة أنّكم كنتم لنا تدعون، وإلينا ترجعون، وقد أخذ الله عليكم (٨) ميثاقا لنا، وأخذنا عليكم ميثاقا لمهديّنا محمد بن عبد الله النفس/الزكية الخائفة التقية المرضيّة، فنكثتم ذلك وادّعيتم من إرث الخلافة ما لم تكونوا تدّعونه قديما ولا حديثا ولا ادّعاه أحد لكم (٩) من الأمّة إلا تقوّلا كاذبا، فها أنتم الآن تبغون دين الله


(١) ص: جدهم ومزقوا.
(٢) «لله»، ليست في ص.
(٣) م ص: ثم ما راعهم إلا.
(٤) «ثائرا» ليست في م ص، وفيها: «من خراسان».
(٥) ص: اعذر.
(٦) في ر م: قبل، ثم ضرب عليها وكتب فوقها «بعد» وإشارة التصحيح؛ وفي الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٥؛ وأخبار أئمة الزيدية:١٨٤: قبل.
(٧) في الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٥: بزعمه؛ وفي أخبار أئمة الزيدية: ابن عمه.
(٨) «عليكم»، ليست في ص.
(٩) م ص: لكم أحدا.

<<  <   >  >>