للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عوجا وذريّة رسول الله قتلا واجتياحا، والآمرين بالمعروف صلبا (١) واستباحا، فمتى ترجعون وأنّى تؤفكون، أولم يكن لكم خاصة وللأمة عامّة في محمد بن عبد الله فضلا (٢)، إذ لا فضل يعدل فضله في الناس (٣)، ولا زهد يشبه زهده، حتى ما يتراجع فيه اثنان، ولا تردّد (٤) فيه مؤمنان، ولقد أجمع عليه أهل الأمصار من أهل الفقه والعلم في كل البلاد، لا يتخالجهم فيه الشّكّ، ولا تقفهم عنه الظّنون، فما ذكر عند خاصّة ولا عامّة إلا اعتقدوا محبّته، وأوجبوا طاعته، وأقرّوا بفضله، وسارعوا إلى دعوته، إلاّ ما كان من عناد أهل الإلحاد (٥) الذين غلبت عليهم الشّقوة وغمطوا (٦) النّعمة، وتوقّعوا النّقمة من شيع أعداء الدّين، وأفئدة المسلمين (٧)، وجنود الضّالين، وقادة الفاسقين، وأعوان الظّالمين، وحزب الخائنين؛ وقد كان الدّعاء إليه منكم ظاهرا والطلب له قاهرا بإعلان اسمه وكتاب إمامته على أعلامكم «محمد يا منصور» [١]، يعرف


(١) ر: طلبا.
(٢) م ص: آية.
(٣) م ص: يعدل في الناس فضله.
(٤) ر: نرد؛ الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٦؛ وأخبار أئمة الزيدية ١٨٥: لا يتراد فيه.
(٥) ر: إلا من كان من عباد الله هل الالحاد، ثم ضرب على «لله» فصارت أهل؛ وفي الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٦؛ وأخبار أئمة الزيدية ١٨٥: إلا من كان من عتاة أهل الالحاد.
(٦) م: وغبطوا؛ وفي الحدائق (مصورة)؛ وأخبار أئمة الزيدية: غمصوا، والمعنى واحد أي استصغر وازدرى.
(٧) م ص: أفكة المسلمين؛ الحدائق (مصورة): أفئدة المضلّين؛ أخبار أئمة الزيدية: فئات المضلين، وفي حاشيته قراءات أخرى. وأفئدة المسلمين تعني الجبناء منهم.

[١] ارتبط لقب المنصور بظهور المهدي، وقد استخدم هذا الشعار في أكثر من مناسبة، - انظر عبد العزيز الدوري، في: دراسات عربية وإسلامية مهداة لإحسان عباس ١٣٠ - ١٣٢؛ ومارتن هايندز، في: الأبحاث ٢٤ (١٩٧١)،١٧.

<<  <   >  >>