للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله فيهم، فولغ في دمائهم ولغان الكلاب (١) وضري (٢) بقتل صغيرهم وكبيرهم ضراوة الأسود (٣) ونهم بهم نهم الخنزير، والله له ولمن عمل بعمله بالمرصاد.

فلمّا أهلكه الله قابلتنا أنت وأخوك الجبّار الفظّ الغليظ العنيد (٤) بأضعاف فتنته، واحتذاء بسيرته، قتلا وعذابا (٥) /وتشريدا وتطريدا، فأكلتمانا أكل الرباء (٦) حتى لفظتنا الأرض خوفا منكما، وتأبّدنا في الفلوات هربا منكما، فأنست بنا الوحوش وأنسنا بها، وألفتنا البهائم وألفناها، فلو لم يجترم أخوك إلاّ قتل الحسين بن علي وأسرته بفخّ، لكفى بذلك عند الله وزرا (٧) عظيما، وسيعلم، وقد علم ما اقترف، والله مجازيه وهو المنتقم لأوليائه من أعدائه. ثم امتحننا الله بك من بعده (٨)، فحرصت على قتلنا، وطلبت من فرّ عنك منّا، لا يؤمّنك منهم (٩) بعد دار، ولا نأي جار، تتبعهم حيلك وكيدك حيث سيّروا من بلاد الترك والدّيلم، لا تسكن نفسك ولا يطمئنّ قلبك دون أن تأتي على آخرنا،


(١) م ص: الكلب.
(٢) ر: صرا.
(٣) م ص: الأسد؛ الحدائق (مصورة)؛ وأخبار أئمة الزيدية: الذئاب.
(٤) م ص: العنيد الغليظ الفظ.
(٥) م: وعدوانا وتشريدا وتطريدا؛ ص: وعذابا وعدوانا وتشريدا.
(٦) م ص: الدّبا.
(٧) «وزرا»، من ر وحدها.
(٨) م ص: من بعده بك.
(٩) في الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٧: فحرصت على قتلنا وظلمت الأول والآخر منا لا يؤمنك منهم؛ وفي أخبار أئمة الزيدية ١٨٧: لا يؤمنهم منك، وقد تكرر الاضطراب في الأصول جميعها. قارن بالحاشية ١٦ ص ١٨٧ من أخبار أئمة الزيدية.

<<  <   >  >>