للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تدع صغيرنا ولا ترثي لكبيرنا لئلا (١) يبقى داع إلى حق ولا قائل بصدق (٢) ولا أحد من أهله، حتّى أخرجك الطّغيان وحملك (٣) الشنئان أن أظهرت بغضة أمير المؤمنين، وأعلنت بنقصه وقرّبت مبغضيه وأدنيت (٤) شانئيه حتى أربيت على بني أميّة في عداوته وأشفيت غلّتهم في تناوله، فأمرت (٥) بكرب قبر الحسين صلّى الله عليه وتعمية موضعه وقتل زوّاره واستئصال محبّيه وتوعّدت فيه وأرعدت وأبرقت على ذكره؛ فو الله لقد كانت بنو أمية الذين وضعنا (٦) آثارهم/مثلا لكم وعددنا مساويهم احتجاجا عليكم على بعد أرحامهم أراف بنا منكم، وأعطف علينا قلوبا من جميعكم، وأحسن استبقاء لنا ورعاية من قرابتكم؛ فو الله ما بأمركم خفاء ولا بشأنكم (٧) امتراء. ولم لا نجاهد، وأنت معتكف على معاصي الله صباحا ومساء، مغترا بالمهلة، آمنا من النّقمة، واثقا بالسّلامة، تارة تغري بين البهائم بمناطحة كبش، ومناقرة ديك، ومخارشة (٨) كلب،


(١) ر: لان لا.
(٢) م ص: ولا قائل به.
(٣) م ص: الحسد والشنئان.
(٤) الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٧؛ وأخبار أئمة الزيدية ١٨٨: وآويت.
(٥) في هامش ص الأيسر: «نكتة، أن الوليد لعنه الله أمر بكرب قبر الحسين صلوات الله عليه وسلامه، وأن المتوكل العباسي لعنه الله الذي اشتهر عنه ذلك إنما اقتدى بجده هذى لعنهما الله وأبعدهما». ولا يعرف عن هارون الرشيد أنّه أمر بكرب قبر الحسين، وذكر أبو الفرج أن المتوكل أمر بكربه (مقاتل ٥٩٧ - ٥٩٩؛ ط ٢.٤٧٨ - ٤٧٩). وهذا ما أشار إليه الناسخ في هامش ص.
(٦) م: وصفنا.
(٧) ص: في شأنكم.
(٨) في الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٧: أو مناقرة ديك؛ وفي أخبار أئمة الزيدية ١٨٨: أو بمناقرة ديك أو مخارشة.

<<  <   >  >>