للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتارة تفترش الخصيان وتأتي الذّكران، وتترك الصلوات صاحيا وسكران، ثم لا يشغلك ذلك/عن قتل أولياء الله وانتهاك (١) محارم الله، فسبحان الله ما أعظم حلمه وأكثر أناته عنك وعن أمثالك، ولكنّه تبارك وتعالى لا يعجّل بالعقوبة، وكيف يعجّل من لا يخاف الفوت وهو شديد العقاب.

فأمّا (٢) ما دعوتني إليه من الأمان، وبذلت لي من الأموال، فمثلي لا تثني الرّغائب عزمه (٣)، ولا تنحلّ لخطير همّته، ولا يبطل سعيا باقيا على الأيّام أثره، ولا يترك (٤) جزيلا عند الله أجره بمال فان وعار باق، هذه صفقة خاسرة، وتجارة بائرة أستعصم الله منها وأسأله أن يجيرني (٥) من مثلها/بمنّه وطوله. أفأبيع المسلمين وقد سمت إليّ أبصارهم، وانبسطت نحوي آمالهم بدعوتي، واشرأبّت أعناقهم نحوي، إنّي إذن لدنيّ الهمّة، لئيم الرّغبة، ضيّق العطن؛ هذا والأحكام مهملة، والحدود معطّلة، والمعاصي مستعملة، والمحارم منتهكة، ودين الله محقور (٦)، وبصيرتي (٧) مشحوذة، وحجّة الله (٨) قائمة في إنكار المنكر؛ أفأبيع خطيري (٩)


(١) م: ولا انتهاك.
(٢) م ص: وأما.
(٣) الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٧: عزمته.
(٤) م ص: يؤثر عنه.
(٥) ص: يعيذني.
(٦) الحدائق (مصورة) ١/ ١٨٧: مخفور.
(٧) ر: بصيرته؛ الحدائق وأخبار أئمة الزيدية: بصيرتي.
(٨) م ص: عليّ قائمة؛ الحدائق الوردية: حجة الله قائمة.
(٩) ص: أفبيع خطر مقامي.

<<  <   >  >>