للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمالكم، وشرف موقفي بدراهمكم، وألبس العار والشّنار بمقامكم ل‍ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً (١) وَماأَنَا مِنَ اَلْمُهْتَدِينَ (الأنعام ٦/ ٥٦). ووالله ما أكلي إلا الجشب، ولا (٢) لباسي إلا الخشن، ولا شعاري إلاّ الدّرع، ولا صاحبي إلا السّيف، ولا فراشي إلاّ الأرض، ولا شهوتي من الدّنيا إلاّ لقاؤكم والرّغبة (٣) في مجاهدتكم ولو موقفا واحدا، إنتظار إحدى الحسنيين في ذلك كلّه، من (٤) ظفر أو شهادة.

وبعد، فإنّ لنا على الله وعدا لا يخلفه، وضمانا سوف ينجزه، حيث يقول وَعَدَ اَللهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا اَلصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي اَلْأَرْضِ كَمَا اِسْتَخْلَفَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ اَلَّذِي اِرْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا (٥) يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (النور ٢٤/ ٥٥)، وهو الذي يقول (٦): وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي اَلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ اَلْوارِثِينَ (القصص ٢٨/ ٥) (٧).


(١) الأصول جميعها: اذن.
(٢) م ص: وما.
(٣) م ص: الرغبة إلى الله.
(٤) ر والحدائق: في.
(٥) م ص: لا.
(٦) استشهد محمد النفس الزكية بهذه الآية في رسالته لأبي جعفر المنصور (الطبري ٧/ ٥٦٧ - ٣/ ٢٠٩).
(٧) في هامش ص الأيسر في أعلى الصفحة: «آخر كتاب يحيى عليه السلام إلى هارون».

<<  <   >  >>