للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصاح بنا أبو البختري وسليمان: ما تنتظرون؟ خدعكم فانخدعتم وملتم معه على أمير المؤمنين/والله لئن امتنعتم من الشهادة عليه لتقتلنّ عن آخركم ولتسبينّ ذراريكم ولتؤخذنّ أموالكم. قال: فتقدّمنا فشهدنا عليه بأجمعنا أنّه عبد لهارون ليس ابن بنت النبيّ، صلى الله عليه وآله.

وسمعت السّميدع بن عبد الرحمن المرادي (١) يقول عن أبيه عن جدّه قال: نظر إليّ يحيى بن عبد الله فقال ممّن الرّجل؟ قلت من مراد، قال: مالنا ولمراد؟

قال: فبان لجستان حاله (٢) وأنّهم مكرهون، ولكنّه مال إلى الدراهم؛ وطمع يحيى أن يختلفوا فاجتمعوا وأقدموا، فلما شهدوا قال يحيى: ما لكم فرّق الله بين كلمتكم وخالف بين أهوائكم ولا بارك لكم في أنفسكم وأولادكم، أما والله لولا خوف الله ومراقبته لقلت ما لا تنكرون، ولكن أمسك مخافة/أن تقتلوا وأن أشرك في دمائكم. ولكن لئن أكون مظلوما أحبّ إليّ من أن أكون ظالما، ثم قال: وقد علمت أنّكم مكرهون وأنّكم ضعفتم عن الصّبر على القتل، فوسّع الله عليكم، وسلّمنا وإيّاكم من هذا الجبّار العاتي.

قالوا: كان عامّة من حضر وشهد (٣) عليه قد بايعه وكان سببه إلى جستان وكان يقتل بالظنّة والنّميمة (٤)، فلو ذكر يحيى من هذا شيئا لقتلوا عن آخرهم، وهذا مشهور عنهم.


(١) «المرادي»، ليست في ر.
(٢) م ص: حولتهم.
(٣) م ص: وشهدوا.
(٤) م ص: والتهمة.

<<  <   >  >>