للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

/ونهزة لتشفي غيظكم من قتلهم واستئصالهم، وطلبتهم (١) في مظانّهم ودارهم وفي غير دارهم، فصرنا طريدة لكم من دار إلى دار، ومن جبل إلى جبل، ومن شاهق إلى شاهق، ثمّ لم يقنعكم ذلك حتى أخرجتمونا من دار الإسلام إلى دار الشّرك، ثمّ لم ترضوا بذلك من حالنا حتّى تداعيتم علينا معشر العرب خاصة من دون العجم من جميع (٢) الأمصار والمدائن والبلدان، فخرجتم إلى دار الشّرك طلبا لدمائنا دون دماء أهل الشّرك، تلذّذا منكم بقتلنا، وتقرّبا إلى ربّكم باجتياحنا، زعمتم، لئلا (٣) يبقى بين أظهركم من ذرّية نبيّكم عين تطرف ولا نفس تعرف، ثمّ لم يقم بذلك منكم إلاّ أعلامكم ووجوهكم وعلماؤكم وفقهاؤكم؛ والله المستعان.

قال [١] حريث، وأراه ذكره عن أبيه (٤):

فلمّا سمعنا كلامه وخطبته بكينا حتى كادت أنفسنا أن تخرج، قال: فقمنا وتشاورنا فقلنا ويلكم (٥) هل بقي لكم حجة أو علّة؟ لو قتلتم عن آخركم وسبيت ذراريكم واصطفيت أموالكم كان خيرا لكم من أن تشهدوا على ابن نبيّكم بالعبوديّة وتنفوه (٦) عن نسبه. قال فعزمنا على أن لا نشهد؛ قال:


(١) م ص: وطلبتموهم؛ الحدائق وأخبار أئمة الزيدية: وطلبهم.
(٢) م ص: من دون جميع العجم من أهل.
(٣) ر: لان لا.
(٤) م ص: قال حريث قال أبي.
(٥) «ويلكم»، من ص وحدها.
(٦) م ص: تنفونه.

[١] وردت هذه الفقرة في الحدائق (مصورة) ١/ ١٩٠؛ وأخبار أئمة الزيدية ١٩٦ منقولة بتصرف دون ذكر سند أو مصدر.

<<  <   >  >>