للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوم: قتلوه جوعا بالمطبق (١)، قال: وكان معنا خادم له هيئة وشارة فقال:

إيّاي فاسألوا فإني أخبركم أمر يحيى كيف كان موته وقتله: دفعه إليّ هارون فكان يسألني عنه كل يوم وأقول هو بخير فقال لي يوما: ويلك (٢) لولا أنّه قد خدعك، كيف يكون عدوي معك بخير؟ فعلمت ما يريد، فقلت: هذا عدوّ أمير المؤمنين، وكل من كان عدوا لأمير (٣) المؤمنين فهو كافر، فقال لي اذهب فادخله بيتا ليس فيه طعام ولا شراب ثم أغلق عليه الباب ثلاثة أيام، ففعلت. ثم قال: إفتح عليه (٤) الباب فانظر ما حاله؟ ففتحت الباب، فإذا هو قائم يصلي فتعجبت، ثم رجعت فأخبرت هارون، قال: فاذهب ففتش البيت لا يكون معه (٥) شيء لا نعرفه ثم أغلق الباب عليه، ففعلت ثم أتيته بعد ثلاث فقال: إفتح عليه ثم انظر (٦) ما حاله. ففتحت عليه (٧)، فإذا هو قاعد يصلي إلاّ أنّه قد ضعف، فرجعت إلى هارون فأخبرته، فقال: أخاف أن تكون قد غششت ولم تتصح، إذهب ويلك ففتّشه وانظر كيف يعيش إنسان لا يأكل ولا يشرب أياما كثيرة، والله لئن أثّرت فيه (٨) أثرا لأضربنّ عنقك، قال: فرجعت وفتحت الباب وقلعت ثيابه وعرّيته فلما هممت يقلع السراويل قال: ويلك إحفظ


(١) م ص: في المطبق.
(٢) «ويلك»، ليست في ر.
(٣) ص: عدو أمير.
(٤) «عليه»، من ر وحدها.
(٥) م ص: فيه.
(٦) م ص: افتح عنه فانظر.
(٧) ص: عنه.
(٨) م: به.

<<  <   >  >>