للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للطالبيّين وأمره بالتشديد على محمد وأخيه إبراهيم حتى يظهرا [١]، كما عيّن الرشيد عبد الله بن مصعب الزبيري على المدينة ثم ابنه بكارا من بعده [٢].

اقتصاديا تضاءل دور الحجاز بعد استقرار الدولة العربية في الشام ثم في العراق وبعد سيطرة العرب على مصر وشمال افريقيا، إذ أصبحت التجارة التي كانت تربط جنوب الجزيرة العربية، خاصة اليمن بالطريق التجاري الآتي من الهند والصين، غير ذات شأن فقد أصبح هذا الطريق يمر عبر البصرة آتيا من الشرق، وأصبح البحر الأحمر مفتوحا أمام التجارة الذاهبة إلى مصر [٣]، فأخذت أهمية اليمن كمركز تجاري تتضاءل تدريجيا وأخذ اليمن يشعر بعزلة قوية الأمر الذي انعكس على قوافل التجارة البريّة التي كانت تمرّ عبر الحجاز.

وقد كان اقتصاد الحجاز يعتمد كليا على التجارة المجلوبة، وكانت أهم المواد الغذائية والسلع الأساسيّة تستورد من مصر والشام واليمامة خاصة الزيت والحنطة والشعير والزبيب والأقمشة والأسلحة وغيرها من المواد التي هي قوام الحياة. ورغم وجود زراعة في الحجاز إلا أنّها كانت تقتصر على التمور وبعض أصناف الخضار والفواكه، أما الكميات القليلة من الحنطة فكانت تزرع في أملاك القرشيين الخاصة ولم تكن تكفي الاستهلاك المحليّ بحال [٤].

وقد كان من أسباب فشل ثورة النفس الزكيّة أنه خرج «في أقل بلاد الله غرسا وطعاما وسلاحا وأضعفها رجالا. . .»، كما أشار عليه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم [٥]. وقد تنبّه قوّاد المنصور كذلك لوضع المدينة الضعيف


[١] قارن بالعباسييّن الأوائل ١٧٤ - ١٧٦.
[٢] انظر ما يلي ص ٧٨ - ٨١.
[٣] انظر K .Salibi,A History of Arabia ٧٩ f .,٢٠١.
[٤] انظر حول محصولات الحجاز الزراعية أحمد صالح العلي، الحجاز في صدر الإسلام ١٥٧ - ١٧٦.
[٥] تاريخ الطبري ٧/ ٥٨٠ - ٥٨١ (-٣/ ٢٢٧ - ٢٢٨).

<<  <   >  >>