للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فتنة الأحلاس]

وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الله، حدثنا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عُتْبَةَ عن عمر بن هانىء الْعَنْسِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: "كنا قعوداً عند رسول الله فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ١ فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ? قَالَ: "هِيَ حَرَبٌ ٢ وَهَرَبٌ، ثم فتنة السراء ٣ دخلها ٤ أو دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بيتي يزعم أنه ابني وليس مني إنما أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثمٍ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ ٥ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطْمَتْهُ حَتَّى إِذَا قِيلَ انْقَضَتْ عَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ ٦ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غده". وتفرد بِهِ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مسنده عن أبي المغيرة بمثله.


١الأحلاس جمع حلس بكسر الحاء وسكون اللام بعدها سين وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب شبهت به الفتنة لملازمتها الناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير. وقد قال الخطابي يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها.
٢ الحرب بفتح الراء ذهاب المال والأهل: يقال حرب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله.
٣ السراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية.
٤ الدخل: الغش والعيب والفساد بفتح الدال والخاء.
٥ الدهيماء تصغير دهماء وهو تصغير تعظيم وتهويل والدهماء الداهية التي تدهم الناس بشرها.
٦ الفسطاس: الجماعة من الناس جمعه فساطيط والأصل في الفسطاط المدينة التي يجتمع فيها الناس وقال الزمخشري إنه ضرب من الأبنية يتخذ في السفر دون السرادق وبه سميت المدينة ويقال لمصر والبصرة "الفسطاس".

<<  <  ج: ص:  >  >>